التأتأة عند الأطفال هل هي إضطراب نفسي أم خلل عضوي؟

التأتأة عند الأطفال

نبذة عن التأتأة عند الأطفال

تظهر التأتأة عند الأطفال على شكل حالة اضطراب أثناء الحديث وأثناء خروج الكلمات والتحدث، وقد عرفت هذه الحالة باسم (تأتأة) أو (التلعثم) حيث لا يستطيع الكثير من الأطفال المصابين بهذه الحالة من النطق الجيد والطبيعي لمفردات اللغة.

وتظهر هذه الحالة بشكل طبيعي في طريقتهم لنطق الكلمات والتحدث وتزداد حدتها وتكون أسوأ في حالة التعب أو الغضب أو التحمس والسعادة والفرح، فكل هذه الانفعالات تؤثر بشكل ملحوظ على حالاتهم في النطق.

وفي هذا الموضوع سوف نقوم بعرض موجز عن بعض الأسباب التي أدت بهم إلى هذه الحالة، كما نقوم بعرض مجموعة من الحلول التي من الممكن أن تساعد الطفل على تعديل طريق النطق بشكل أفضل.

  $ads={1}

أسباب التأتأة عند الأطفال

اختلف العلماء والأطباء حول الأسباب الأساسية المؤدية لهذه الحالة ومنهم من أرجع هذا إلى خلل عضوي في مراكز النطق بالمخ ومنهم من أرجع الموضوع إلى أمراض نفسية تكون هي السبب في ذلك كالرهاب والقلق والخوف الشديد.

وعادة ما تبدأ التأتأة في عمر السنتين أوالخمس سنوات الأولي في حياة الأطفال وإذا انتهت بعد فترة زمنية معينة فتعد أمر عارض أما إذا استمرت لفترة أطول من ذلك وصاحبة الطفل في حياته فالأمر يحتاج إلى علاج ومتخصصين سواء كان الأمر متعلق بالأعصاب ومراكز المخ أو كان متعلق بالحالة النفسية والمزاجية للطفل.

أنواع التأتأة عند الأطفال

هناك تصنيفين للتأتأة من حيث توقيت ظهورها كالتالي:

1- التأتأة المبكرة عند الأطفال

تظهر التأتأة عند الأطفال في عمر مبكر اثناء نمو الطفل مع بداية تعلم مهارات التحدث واللغة و يعد هذا النوع هو الأكثر شيوعًا، ويصعب مع هذا النوع تحديد الأسباب فما زال الطفل صغيرًا و ما زال السبب الدقيق لحدوث هذه التأتأة غير واضح.

ويرجع الكثير من الأطباء السبب إلى عدم اكتمال لمراكز النطق في العقل و وجود اختلاف في التوصيل عبر أجزاء الدماغ المسؤولة عن الكلام، وهذا ما يفسر انتهاء هذه المشكلة عند الكثير من الأطفال بعد فترة من الزمن وبعد أن يكتمل نمو هؤلاء الأطفال ويسهل معالجة هذه الحالة بإعطاء الأطفال بعض الأدوية والمكملات الغذائية التي تساعدهم في مراحل النمو واكتماله.


2- التأتأة المتأخرة عند الأطفال

وفي هذه الحالة تظهر التأتأة عند الأطفال في سن متأخر ويكون السبب الأساسي فيها هو السكته الدماغية أو تعرض الأطفال إلى تصادم ورضوض في الرأس إثر حادث ما أو أثناء ممارسة الرياضة.

وفي هذه الحالة يجد الدماغ صعوبة في التنسيق بين مراكز الدماغ المختلفة والتي ينتج عنها مشاكل في إنتاج الكلام بشكل واضح ومفهوم، وقد تكون الأسباب بسبب تعرض الطفل لحالات نفسية أو عاطفية صعبة تؤثر أيضاً على مراكز النطق في الدماغ.


أعراض التأتأة وبعض طرق علاجها

تبدأ ظهور التأتأة عند الأطفال أو التلعثم بتكرار الكلمات والعبارات أثناء الحديث ويتخلل ذلك تكرار غير طبيعي للحروف في بداية كل كلمة من الكلمات مع ملاحظة صعوبة في النطق وحالة رعشة في العين وململة في الرأس وهزهزة لأجزاء الجسد مع رعشة بالشفاة وحالة من الارتباك والتوتر تظهر على ملامح هذا الطفل.


طرق لعلاج التأتأة عند الأطفال

  1. إعطاء الطفل مكملات غذائية ومحفزات لتقوية التركيز واكتمال نموه.
  2. المتابعة مع مسئول تخاطب لمساعدة الطفل عن طريق مجموعة من التمارين التي تمكنه من إداراك كيفية النطق وإدراك مخارج الحروف.
  3. التركيز على تصحيح النطق للطفل بشكل فيه حب واحترام لشخصيته.
  4. العمل على رفع لمعنويات الطفل وثقته في نفسه وتشجيعه على الكلام والتحدث.
  5. تجنب جميع الانتقادات والتعليقات المتنمرة والتعامل بلطف ولين مع الطفل والتصحيح له ببطء على أن يقوم الطفل بتكرار التصحيح وتشجيعه على ذلك.
  6. مراعاة حالته النفسية والمزاجية واختيار الوقت المناسب للتمرين والتدريب على النطق السليم عندما يكون مستعد ولديه الرغبه في التعلم.
  7. استخدام إيماءات الوجه وتعبيرات الجسد عند التحدث للطفل ويكون التحدث معبر وبهدوء وبصوت واضح.
  8. لا تدعه يبكي حزنًا على حاله بل حاول إسعاده وصرف انتباهه عن مشكلته بشيء مفرح يسعده.
  9. تجنب مقارنته بأقرانه ومن هم في مثل سنه أو محاولة مطالبته بفعل ما يفعلون.
  10. يجب على جميع المتعاملين مع هؤلاء الأطفال التحلي بالصبر والحب والعطف والحنان والاحترام لهؤلاء الأطفال وأن يكون لديهم الرغبة الحقيقية في مساعدتهم .
 

في النهاية ما تم عرضه في المقال هو نبذه مختصرة في عالم كبير متشعب الجوانب منها ما هو عضوي ومنها ما هو نفسي فعلى أولياء الأمور الذين يتعرضون لمثل هذه المشكلة مع أطفالهم متابعة الأمر جيداً والوقوف على الأسباب الصحيحة لهذه المشكلة حتى يتمكنوا من علاجها وحلها، فالذهاب للمتخصصين يجعل الأمر أكثر سهوله وما تم سرده هنا هو لزيادة الوعي عند التعامل مع أطفالنا الأعزاء.

أحدث أقدم